الخميس، 5 فبراير 2015

عندما يصبح الموت سلعة..

بالتأكيد مجرد سماع خبر مقتل الطيار الأردني الكساسبة بهذه الطريقة الوحشية أمر يثير الاشمئزاز والضيق ولكن لسبب ما أشعر أن نشر الفيديو، الذي شاهدته أيضاً، يجعله أشبه بفيلم، فيلم من أفلام الأكشن، مما اعتدنا مشاهدته، ومما يقلل حتى من احترامنا لموته...

نحن نعيش في زمن الحروب الإعلامية، وكثيراً ما أتساءل، ما الذي يضيفه نشر هذا الفيديو؟ ومن المستفيد الحقيقي من نشره؟  هل لمجرد تأكيد أنه قتل حرقاً؟ ولماذا ننشر مثل هذا الفيديو ونتغاضى عن غيره؟ أن نتغاضى عن أخبار مشابهة بل وأكثر وحشية لأن لا فيديو لها؟  في نظري تعمل مثل هذه الصور والفيديوهات المنتشرة بكثرة لصور تعذيب أو قتل وحشي على قتل مشاعرنا، على جعلنا نعتاد القتل وكأنه جزء أساسي من حياتنا، لا يصدم .. وكأنه جزء من أفلام هوليوود..

أما تعليقات الإعلاميين، فهي أكثر صدمة، فعمرو أديب متعاطف معه لأنه "عربي مسلم"، ماذا لو لم يكن عربياً؟ ولو لم يكن مسلماً؟ في الحقيقة أنا ضد قتل أي شخص، حتى المجرمين.. أنا ضد تعذيب أي شخص حتى أكثرهم وحشية، ولا أرى أي مبرر لنشر مثل هذا الفيديو سوى نشر مزيد من الكراهية، وتحقيق لما يريده الإرهابيين لنا من قتل لمشاعرنا.. ولإنسانيتنا..


ليست هناك تعليقات: