الجمعة، 20 مارس 2015

خوفاً على حياة الضفادع!!

في مثل هذا الوقت من كل عام، ومع اقتراب الربيع، يغلق شارعنا، ويتغير مسار الحافلة التي تسير به، وذلك خوفاً على حياة الضفادع!!! عندما فوجئت بهذه اللافتة لأول مرة منذ سبع سنوات لم أكن متأكدة أنني فهمت ما يحدث ولماذا أغلقت محطة الأوتوبيس التي أنتظر بها يومياً.. ولم أكن أفهم بالفعل ما هو مكتوب، فالمكتوب ببساطة هو كلمة تعني: نزهة الضفادع... لم أكن أفهم بالضبط ما تعنيه الكلمة، ورغم أن الصورة واضحة ويبدو الضفدع فيها واضحاً وضوح الشمس، لكني تخيلت أنني لم أفهم جيداً الأمر.. فأخذت أبحث في الانترنت بعد عودتي للمنزل لأجد عشرات الصفحات التي تتحدث عن أهمية حماية الضفادع لأنها مهددة بالانقراض وأكثر ما يهددها هي حركة المرور!!


إنهم يغلقون عدداً من الشوارع ويغيرون مسارات السيارات والحافلات خوفاً على حياة الضفادع!!! فالضفادع تضع بيضها دائماً في موقع ولادتها بجانب البحيرات، وهي تعرف طريقها جيداً.. وما يبهرني فعلاً هو أنها تعرف طريقها جيداًّ!! وقلما تجد ضفدعاً خرج عن المسار المحدد في المنطقة المغلقة لحمايته!! وحماة البيئة يحددون الفترة التي يجب أن تغلق بها الشوارع المعنية، وتبقى الفترة متغيرة ومرتبطة بتوقيت الضفادع...

انبهرت، ورغم أن الظاهرة تتكرر سنوياً وأنني أصبحت أعرفها وأتوقعها عندما أبدأ في سماع نقيق الضفادع في صباح يوم دافئ، إلا أنني مازلت منبهرة!!!! إنهم يحمون الضفادع http://www.dw.de/%D9%83%D8%A7%D8%A6%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%AF%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7/g-17532579....  ولا تعليق... 

الأربعاء، 11 فبراير 2015

الجيران لبعضها... في ألمانيا أيضاً..

عندما جئت إلى ألمانيا، منذ ١٢ عاماً، (!!!! هل مضى كل هذا الوقت!!!)، جئت وأنا أحمل معي كل ما يمكن من الأفكار المسبقة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية، والجيرة والصداقة.. إلخ إلخ إلخ

فكنت أظن أن الألمان شعب "بارد" لا يهتم بالعلاقات، وأنهم "في حالهم" ولا يسأل الجار على جاره، لا بالخير ولا بالشر... كنت أظن أننا نحن المصريون نتميز بالحرارة في العلاقات والحميمية والجدعنة.. حتى بدأت تلك الأفكار المسبقة تتلاشى واحدة تلو الأخرى... فاكتشفت أن الجيران الألمان أيضاً لبعضهم!!! وأن النبي الألماني أيضاً وصى على سابع جار!!!

أذكر أول جولة لي في شوارع بون، عندما وجدت سيدة ترحب بي وتقول لي صباح الخير بالألمانية، وأنا أحاول أن أتذكر أين وكيف عرفتها، لأكتشف بعد السلام من شخص آخر، أنها كانت ترحب بي فقط من باب "الأدب".

بل أكاد أدعي أن الألمان في المنطقة التي أعيش فيها، في مدينة بون، أكثر اهتماماً بجيرانهم.. في العمارة الأولى التي سكنا فيها، كان معظم السكان من كبار السن، سيدتان تعيش كل منهن وحدها، وأختان تعيشان مع بعضهما البعض وسيدة تعيش مع زوجها.. الكل يهتم بالآخر، سواء من باب الاهتمام والجيرة أو من باب الفضول!!! (الذي لم أتوقعه أبدا نظراً لكل الأفكار المسبقة أن الأجانب في حالهم) .. لأدرك أن الألمان في نهاية الأمر "بشر" وأن كل البشر متشابهون.. منهم من يهتم بجيرانه وعلاقاته ومنهم الفضولي ومنهم "اللي في حاله".. ولأكتشف أنهم في عاداتهم وتقاليدهم يهتمون بالسؤال على بعضهم البعض، فعندما سافرت وجدت جارتنا المسنة تسأل زوجي إن كان بحاجة لشيء، أو أكل يأكله، في عدم وجود زوجته!!! ثم اكتشفت أن هناك ما يسمونه "حفل الشارع" وهو حفل سنوي فائدته الوحيدة هو التعرف على الجيران وقضاء وقت ممتع معهم!!

قلت ربما يتعلق الأمر بالوحدة وكبر السن.. حتى انتقلنا لمنطقة أخرى، معظم سكانها عائلات من أعمار مختلفة، ولأجد الاهتمام بالجيران ليس أقل حرارة من قبل، بل على العكس، فهم هنا يهتمون ببعض لدرجة أعتبرها أنا، بنت القاهرة، فضولاً في أحيان كثيرة... فأنا في القاهرة لا أعرف معظم جيراني وأقصى علاقتي بهم هي "صباح الخير يا جاري انت في حالك وانا في حالي"..


أما هنا فهم يسألون على بعضهم البعض ويسألون عما يمكن تقديمه من مساعدة في حال السفر او المرض، أو بعد الولادة.. بل ان هناك جارة تهتم في كل مناسبة بصنع هدية، تصنعها بنفسها وتعلقها على باب كل بيت من بيوت الجيران!!!

لا أنكر أنني أحياناً أتهمهم بالفضول والتدخل في شؤون الآخرين، فأنا لم أتعود على هذه العلاقات بين الجيران، ولكني أقدر أيضاً مثل هذه اللفتات ومثل لفتة أن اجد احتفال بي وبابنتي بعد عودتنا من المستشفى بعد الولادة.. في وقت نسى بعض أصدقائي المقربين حتى أن يتصلوا بي تليفونياً للتهنئة..

إنهم يحتفلون معاً ويتابعون أخبار بعضهم البعض ويهتمون ببعضهم البعض، ونحن أصبحنا نجهل في مصر حتى أخبار أصدقائنا، ثم نتهمهم بال"برود" وعدم الاهتمام بالعلاقات الإنسانية!!! 

الجمعة، 6 فبراير 2015

عندما يغضب فستان غادة عبد الرازق الجماهير أكثر من دماء شيماء...

لا أستطيع أن أعي ما يحدث.. أشعر بأننا اعتدنا على منظر الدماء وعلى أخبار القتل حتى لم تعد تهتز لنا شعرة حينما نسمع عن مثل تلك الأخبار.. أفاجئ بمستوى عجيب من صحف كنت أعتقد أنها على أقل تقدير صحف "عادية" وليست صحفاً صفراء، لكن يبدو أن الصحافة في مصر تسعى لتغييب عقل الجماهير أكثر فأكثر، فتؤكد في كل ساعة على أن فستان غادة وسيلفي درة وتصريح إلهام شاهين الصادم هم أكثر ما يصدم الجماهير..

فلماذا لم يغضب الجمهور من دماء شيماء؟ ولماذا لم يصدمهم الحكم على دومة ولماذا أشعر وكأنني أعيش في عالم مواز مجنون غير حقيقي....

لماذا أصبحت أخبار وفضائح الفنانات تحتل العناوين الأولى لكل الجرائد تقريباً، باستثناءات قليلة جدا؟ أين يريد لنا الإعلام أن نصل؟ وهل حقاً تشتعل المواقع الاجتماعية من رؤية فستان غادة عبد الرازق أكثر من اشتعالها غضباً من الظلم المنتشر في كل يوم وفي كل لحظة حولنا؟؟؟؟؟


الخميس، 5 فبراير 2015

عندما يصبح الموت سلعة..

بالتأكيد مجرد سماع خبر مقتل الطيار الأردني الكساسبة بهذه الطريقة الوحشية أمر يثير الاشمئزاز والضيق ولكن لسبب ما أشعر أن نشر الفيديو، الذي شاهدته أيضاً، يجعله أشبه بفيلم، فيلم من أفلام الأكشن، مما اعتدنا مشاهدته، ومما يقلل حتى من احترامنا لموته...

نحن نعيش في زمن الحروب الإعلامية، وكثيراً ما أتساءل، ما الذي يضيفه نشر هذا الفيديو؟ ومن المستفيد الحقيقي من نشره؟  هل لمجرد تأكيد أنه قتل حرقاً؟ ولماذا ننشر مثل هذا الفيديو ونتغاضى عن غيره؟ أن نتغاضى عن أخبار مشابهة بل وأكثر وحشية لأن لا فيديو لها؟  في نظري تعمل مثل هذه الصور والفيديوهات المنتشرة بكثرة لصور تعذيب أو قتل وحشي على قتل مشاعرنا، على جعلنا نعتاد القتل وكأنه جزء أساسي من حياتنا، لا يصدم .. وكأنه جزء من أفلام هوليوود..

أما تعليقات الإعلاميين، فهي أكثر صدمة، فعمرو أديب متعاطف معه لأنه "عربي مسلم"، ماذا لو لم يكن عربياً؟ ولو لم يكن مسلماً؟ في الحقيقة أنا ضد قتل أي شخص، حتى المجرمين.. أنا ضد تعذيب أي شخص حتى أكثرهم وحشية، ولا أرى أي مبرر لنشر مثل هذا الفيديو سوى نشر مزيد من الكراهية، وتحقيق لما يريده الإرهابيين لنا من قتل لمشاعرنا.. ولإنسانيتنا..


الخميس، 20 نوفمبر 2014

البلطجي لا يفنى ولا يستحدث من العدم...

منذ بدأت أحداث الثورة والكل يشكو من البلطجة والبلطجية.. خوف مرضي يسود الكثيرين، معظم أصدقائي وأقاربي على أقل تقدير..
وبالطبع هناك العديد من الحوادث من سرقات وجرائم قتل وغيرها، لكنني لم أقف عند الأحداث الحالية.. وحيث أنني مقيمة في الخارج، فأنا لا أستطيع أن أمنع نفسي من مقارنة الأوضاع بين مصر منذ تركتها ومصر الآن..
كما أنني الآن، وقد شاهدت نمطا آخر للحياة، فلا يسعني إلا أن أقارن...
منذ سنوات وأنا أشعر بالكآبة بعد رحلتي لمصر، وأشعر بشيء من الغربة، ليس مصدره فقط أنني اعتدت حياتي الجديدة بالخارج، لكن مصدر من مصادره كان شعوري أنني أفتقد "الناس الطبيعية" في مصر.. ولا أقصد هنا إهانة أي شخص، لكني أقصد شعوري بأن مصر أصبحت مقسمة لفئات لا أجد فيها الفئة الوسطى التي كنت أنتمي لها.. فهناك فئة تحت خط الفقر المادي والثقافي.. وهناك فئة تغلق على نفسها في مجتمعات ومدن مغلقة لتتمكن من العيش...وتعيش وكأنها خارج حدود مصر.. ولا تبالي بما يحدث خارج حدودها....
خروجات الأصدقاء أصبحت تستفزني، لأنني لا أريد أن أنتمي لهذا المجتمع المزيف... غير الأصلي وغير الأصيل..
صوت اليأس كان الغالب على معظم من أقابلهم، حتى أكثرهم تفاؤلاً ورضا بالواقع... والرغبة في الهجرة الفعلية، أو الهجرة الداخلية إلى أحد هذه المجتمعات المغلقة... وأريد أن أذكر أهلي وأصدقائي أنهم كانوا يشكون زيادة نسب الجرائم، ويروون القصص عن البواب الذي قتل إحدى السكان، وسرق ما بشقتها...
حتى الأفلام تغيرت.. فشخصياتها غير حقيقية، وكأن كل المصريين يسكنون القصور ويصيفون في مارينا والمشتى في شرم الشيخ...
كما أن كل مسئول عن أمانه الشخصي، فلغة كثير من الأفلام الواقعية كانت تؤكد أن البلطجة هي الحل!!! نعم البلطجة...
والشخصيات الأشهر أصبحت خالتي فرنسا، واللمبي وأمثالهمأ، وأصبح الرأي السائد " خد حقك بدراعك عشان مفيش أمل غير كده"!!
عندما كنت أقود سيارتي، كنت أرى كل شخص يريد أن يثبت أنه يمتلك الشارع، وأنه يريدني أن أختفي، لأنني السبب الرئيسي في الازدحام.. كنت أرى البلطجة مع دخولي للمطار، عندما أرى العشرات يمرون أمامي لأن هناك من ينتظرهم ويسهل لهم أمورهم...وكنت أرى البلطجة عندما أقف في طابور، وأشعر أنني هواء.... لا أرى... فالكل يحاول تعدي دوري..
كنت أشاهد مئات البلطجية، بملابس مدنية...
وسؤالي الآن لماذا إذن تتعجبون من البلطجة؟؟؟ البلطجة هي السلوك الذي أصبح سائداً في مصر منذ سنوات..
فكل شخص يريد أن يختفي الآخر لأنه يزعجه، أو لأنه يستغله...
ولا يجد أحد حرجاً في أن يأخذ حق الآخر، سواء حقه في الطابور، أو في العيش أو في العبور أو في السبر في الشارع أو في الركن...
أليست كل هذهالسلوكيات بلطجة يومية؟؟؟؟
لقد قبلنا البلطجة في كل حياتنا، فلماذا نتعجب الآن من وجودها؟؟؟

(كتبت في 2011) 

ثقافة هالويين وثقافة سان مارتن!

في الحقيقة من أول ما جيت ألمانيا ماكنتش مهتمة قوي بقصة سان مارتن دي، بما انها حاجة للأطفال وماكنتش متابعة قصتها.. وفي الحقيقة كمان اني ماكنتش باحب فكرة الهالويين من غير ما اعرف بالضبط ليه كنت مش حباها..
بس مجرد فكرة ان العيال تلبس لبس عفاريت وحاجات مرعبة كنت حساها مش فكرة لطيفة..
لما تحولت لأم بقى بقيت بافكر في الحاجات بطريقة مختلفة تماماً.. يعني بقى جزء كبير من همي هو ايه تأثير الحاجات دي على الأطفال؟

لما بنتي كان عندها سنتين وكام شهر، كنا رايحين الحضانة بتاعتها وانا طبعاً مش في بالي نهائي موضوع هالويين ده بالذات انه مش منتشر في ألمانيا خالص والاهتمام به ما بدأش غير من كام سنة ومش اهتمام كبير كمان، بس دي كانت حضانة خاصة والمدرسة كانت أجنبية اصلا ومتأثرة بالثقافة الأمريكاني، دخلنا لقيناها مضلمة الدنيا ولابسة اسود في اسود وعاملة عفاريت في كل حتة، ولقيت البنت اتفزعت ومش عايزة تدخل، عادي رد الفعل الطبيعي لحاجة مرعبة زي هالويين بصراحة!!!
اما الشيء التاني المزعج بالنسبة في هالويين، غير انه احتفال بالأرواح والأشباح، هي سياسة "البلطجة" اللي بيعلمها للعيال.. المفروض انهم بيعدوا على الناس في البيوت و"يهددوهم" يا تدونا حاجة حلوة يا الأرواح الشريرة اللي هي احنا هتبهدلكم.. وبغض النظر عن الدعابة في الموضوع، لكن اعتقد ان الأطفال خاصة في السن الصغير بتتعلم كل القيم من كل اللعب والدعابات!!!

أما بقى سان مارتن، وهو الاحتفال الألماني السنوي اللي بيقام في ١١ نوفمبر او حواليه، عشان دي ذكرى القديس مارتن حسب تقليد الكنيسة، واللي كل ما احكي لحد على تقاليدها يشبهها بهالويين، فهي مختلفة جذرياَ.. صحيح الأولاد بيعدوا على البيوت برضه عشان ياخدوا حاجات حلوة بس الفكرة مختلفة، لأنها تمثلاً بالقديس مارتن اللي قسم البالطو بتاعه مع واحد فقير غلبان بردان، والقصة بتتحكي للأطفال في الحضانات والمدارس على مر الأسابيع اللي بيحضروا فيها "اللمبات" المزينة واللي بيمشوا بيها يغنوا لسان مارتن في الشوارع قبل ما يعدوا على البيوت.. وبغض النظر عن تأثير الكنايس على أوروبا في العصور الوسطى، واللي خلى كتير من التقاليد متأثرة بقصص دينية، بس مش دي قضيتي، لكن انا باتكلم عن القيم اللي ورا القصص، واللي هي فكرة ان احنا بنعدي على الناس عشان هما "هيشاركونا" بحاجاتهم ويدونا زي ما سان مارتن قسم حاجته مع الرجل الغلبان..

القيم اللي بيتعملها الأطفال هي المشاركة، والطلب بطريقة لطيفة، يعني الأطفال لازم يغنوا قدام البيت اغاني حلوة قبل ما يطلبوا الحاجات الحلوة، ومش بيهددوا الناس بحاجة لكن بيتعلموا ان المشاركة والعطاء قيم جميلة ومهمة...

أعتقد ان ده فرق كبير.. 

وبرا موضوع المقارنة:

لما بنتي سألتني: انتوا عندكم سان مارتن في مصر؟ قلتلها لا بس عندنا الحاجة اللي شبهه هي فوانيس رمضان، وحالو يا حالو رمضان كريم يا حالو ... حل الكيس وادينا بقشيش لا نروح ما نجيش يا حالو.. 
ورغم اني شخصياً عمري ما عشت ده بجد في مصر ، يعني كنا بنشتري الفانوس لكن اكيد مش هنلف في الشوارع بما ان "العادات والتقاليد دي بلدي اخر حاجة"، لكن انا شايفة فعلاً ان الفكرة هي نفسها، وهي برضه تختلف عن فكرة هالويين...

خسارة اننا في مصر بنعتبر ان العادات والتقاليد حاجة بلدي ويندور على أعياد دخيلة على ثقافتنا عشان نحتفل بها.. 

الخميس، 26 مايو 2011

نفسي في سلطة!!!

أنا من محبي الخضار والفاكهة... لكن هذا لا يمنعني أن أمتنع عن أكلها منذ أيام، أصل العمر مش بعزقة :))) ولمن لا يعلم، فهناك أخبار عن انتشار بكتريا قاتلة في ألمانيا، ولا يعرف أحد سببها بالضبط، لكن عدد من العلماء في عدد من المعاهد الموثوق بها شاكين في الخضار بشكل عام، خاصة غير المطبوخ منه... وبالتالي فمن الأفضل تفادي هذه المأكولات في الوقت الحالي، فالنتائج مريعة ... إسهال دموي... فشل كلوي... وفاة............ ياماما...
لكني اليوم لأول مرة أفكر ف هذا الخبر بطريقة مختلفة، والبركة في بعض التقارير الإذاعية والحوارات مع المزارعين، وأيضاً في تقرير نشرته مجلة شبيغل، تقابلت فيه مع عدد من المزارعين وبائعي الخضرات، وهم يشكون أمر الشكوى من أثر التقارير الإعلامية المفزع على حالتهم الاقتصادية، فهم يؤكدون أن هناك قلة مندسة فقط ممن يشتروا الخضروات حتى الآن، وفي غالب الأمر هم إما من الانتحاريين أو من الجهلة الذين لا يدرون ماذا يفعلون... (وأنا والحمدلله متنورة ومتعلمة وبقرا الجرايد)....
وفوجئت اليوم مفاجأة جديدة، فقد كنت أظن أن هذه البكتريا لم تظهر إلا هذا العام، أو لم يتم اكتشافها من قبل، لكني فوجئت أنها موجودة، وتظهر في مثل هذا الوقت من كل عام، وكل الجديد في الأمر هو زيادة حالات الإصابة... وهو طبعاً أمر خطير، لكني أكاد أجزم أن وسائل الإعلام جعلت منه أمراً لا يمكن التعايش معه، وزرعت بداخلي خوفاً حقيقياً من أكل مثل هذه الخضروات (أصله ماعداش على مصر)...
وفي الغالب أنا كمصرية بالذات، ماكانش المفروض أفكر كده، ده أنا كنت باكل في المطاعم في مصر... وسندوتشات الشاورمة من الشارع...
كل هذا لا يعني طبعاً أن خطر الإصابة بعيد عني، لكنه يعني بالتأكيد أن تقارير الصحافة جعلتني أتخذ موقفاً مغايراً لما كنت سأفعله في حياتي الطبيعية، فأنا كنت أسمع دائماً تحذيرات أمي وغيرها من الأكل في الشارع في مصر، وكنت أعرف أن هناك خطرا حقيقياً للإصابة بالأمراض لكني كنت آكل، فما الذي حدث لي؟؟؟
وماذا حدث لوسائل الإعلام حتى أصبحت بهذه الخظورة؟؟؟ وبهذا التأثير الضخم؟؟؟؟ هو تساؤل॥