الثلاثاء، 4 يناير 2011

حزن شديد ينتابني.. مثل الكثير من المصريين، بسبب حادث الأسكندرية..

وقلق أشد يملؤني، خاصة وأنا بعيدة.. فهذا يشعرني بعجز أشد ..

يملؤني هذا الذعر الذي ينتابني في كل مرة أتصل بأمي وأجد تغيراً في صوتها، وأتساءل، هل تقول لي الحقيقة عندما تؤكد أنه "مجرد دور برد"... وأتمنى في تلك اللحظات لو كنت معها لأعرف ما يحدث.. ربما يكون هناك أمراً لا أستطيع تغييره، لكنني دائماً أتمنى أن أكون "موجودة"... وهذا ما أشعره الآن..

كنت أتمنى أن أكون "موجودة" في مصر، رغم أنني أعلم أنني كنت على الأرجح سأشعر بالعجز وأنا هناك أيضاً..

لذلك أكاد أقرأ كل ما يكتب، وأتابع كل برنامج وكل ما ينشر على الانترنت.. محاولة أن أفهم وأن أرسم صورة أوضح... ولكني مشوشة، وغالباً سيكون كلامي أيضاً مشوشاً... فأنا مازلت أحاول أن أفهم....

ما الفرق بين هذا الحادث والحوادث السابقة؟؟؟

عدد القتلى؟؟ هل نحصي الضحايا بالعدد؟؟ هل أصبحت حياة البشر مجرد أرقام، يزعجنا فقط الزيادة العددية؟؟؟

هل يزعجنا أننا قد نصبح "عراقاً جديداً"؟؟؟ كنت أتأثر بما أسمعه عن العراق، ولكني أدرك الآن أن الأمر لم يكن يهمني بالفعل، فقد كان "بعيداً".. فهل نريح أنفسنا دائماً ونقول "الحمد لله، الخطر بعيد عننا"؟ فهل نخشى الآن سنصبح "عراقا جديداً"، نحصي شدة الانفجار الجديد "بعدد القتلى والضحايا"؟؟؟

ليست هذه الحادثة الأولى، وعلى الأرجح لن تكون الأخيرة، فما الذي يجعلها تصدمنا جميعأ إلى هذا الحد؟؟؟؟

هل كون هذا الحادث وقع "ليلة رأس السنة"، أي في ليلة "كنا نريد الاحتفال فيها"؟؟؟ هل هذا يعني أنه لو وقع في أي يوم آخر، لا يوافق يوم عيد، لم يكن ليلقى كل هذا الاهتمام؟؟؟؟ لو مات الضحايا في يوم آخر، لكان الأمر أقل مأساوية؟؟؟؟؟

"مريم فكري" أصبحت رمزاً، لأنها عبرت عن أحلامها في العام الجديد وسعادتها بعام مضى... فماذا عمن لم يعبر عنها؟؟؟ أو ماذا عمن لم يكن لديه أحلام؟؟؟؟ هل هذا يجعله يستحق الموت؟؟؟؟

الإعلام المصري والعالمي والشعبي (المتمثل في الانترنت) يعبر عن هذا الحادث بشكل غير مسبوق؟؟؟؟ فهل هو مجرد "تنافس إعلامي" أم أن هناك اهتمام حقيقي بالمشكلة؟؟؟ وهل سنحاول توضيح الصورة فعلاً، أم سنسعى إلى الحفاظ على "سمعة مصر"... أصل مصر مالهاش إلا سمعتها!!

وعندما أرى بعض الإعلاميين يخلطون بين "ليلة رأس السنة" و"الكريسماس"، ولا يعرفون ببساطة أن "الكريسماس" هو
"عيد الميلاد"، ولا يعرفون أن رأس السنة ليس مناسبة دينية على الإطلاب، فهذا يعني أننا لا يمكن أن نقول "نحن نعيش معاً أقباط ومسلمين منذ قرون"!!! فإذا كان الإعلاميون المثقفون، النخبة، لا يعرفون هذا الأمر، فماذا أنتظر من ملايين الأميين؟؟؟؟؟

"الأيادي الخارجية" أصبحت البديل الجاهز للـ"مختل عقلياً"، فنحن نكره المواجهات، ومن الأفضل أن نتأكد "أن كله تمام في مصر".. وها هم الآلاف من الشباب يتهافتون ليكتبوا شعراً... (وفي هذا الموقف الصعيب الرهيب أقول شعرم)!!! والأغاني الوطنية تعلو، ويعيش الهلال مع الصليب.. وكله تمام.. وأنا حلو وانت حلو... وكثيرون يؤكدون إن كلنا "زي الفل مع بعض"، و"عمرنا ما سمعنا إن فيه مسلم ومسيحي" و"عمر ما حد سأل مين مسلم ومين مسيحي"..... وهو ما يعني أن كل الحوادث المتكررة على مر التاريخ كانت تقوم بها كائنات فضائية، لا تنتمي لمصر...

هل يمكن أن يكون هذا الانفجار "نعمة"، تجعلنا نفيق قبل أن تتابع الانفجارات ولا يمكننا رفع رؤوسنا؟؟؟ وهل ستستمر تلك المبادرات التي بدأت من الشباب، وهذا الشعور بالتضامن؟؟ أم ستبقى مثلما يحدث دائماً مجرد "هوجة"، تتلاشى مع مرور الأيام؟؟